يا دياراً فازتْ بحوزةِ علمِ

ولها المجدُ إذ حوتْ بدرَ تمِّ

أهلُها في الولاءِ همْ خيرُ قوم

[ولتباهي بفاطمٍ أرضُ قمِّ

ولها الفخـرُ والثنـاءُ المكـرر]

هي ربعٌ لشيعةِ الآلِ جمْعا

وبها تهبطُ الملائكُ طوعا

وهي بابٌ إلى الجنانِ ومسعى

[أصبحت جنةَ الحياةِ وتدعى

عشّ آلِ الـرسولِ فـي الدهرِ تذكر]

بقعةٌ قد علتْ وعزّتْ وجلّتْ

حيثُ فيها كريمةُ الآلِ حلّتْ

وعليها ملائكُ اللهِ صلّتْ

[ حـوزةُ العلمِ في حماهـا تجلـت

بالأسـاطيـنِ والمراجـعِ تزخـر]

فإذا الأمانياتُ صارت جُذاذَا

فاقصدنْها بأرضِ قمٍ فهذا

وَعَراكَ البلا ورُمتَ معاذَا

[قبرُها صار موئلاً وملاذَا

وبها كلُّ معسرٍ يتيسر]

صادقُ القولِ بالزيارةِ أوصى

من أتاها بجنةِ الله خُصَّا

والرضا والجوادُ قالا ونصَّا

[والكرامات لا تعدُّ وتُحصى

وبها صفوُ كلِّ عـيشٍ مكدر]

روضةٌ فاقتِ السمواتِ أرضَا

كم بها عُوفيت وشُوفيَ مرضى

خيرُ مأوىً إذا الزمانُ أمضّى

[كأبيها باب الحوائج تقضى

عندها كل حاجةٍ تـتعسر]

جدُها المصطفى الرؤوفُ الرحيمُ

واخوها مَنْ للعلومِ مقيمُ

وابوها موسى الامامُ الكظيمُ

[عمها المجتبي الزكيُ الكريمُ

وعـطاياها لا تُحدُّ وتُحصر)

للبتولِ الزهراءِ فاطمُ تحكي

وهي غوثٌ لكلِّ همٍ وضنكِ

وأباها موسى بعلمٍ ونُسكِ

[وهي تدعى كريمة دون شكِ

وعلى فضلها الكريمةُ تشكر}

اسمها فاطمٌ حوى أيَّ سرِّ

وهو حرزٌ من احتياجٍ وفقرِ

اسمها إسمُ أُمها خير طهرِ

[واسمها شاع في الأنام بفخرِ

ولها يُنظمُ المديحُ وينثر]

بنتُ موسى أعظمْ بذلك فخرَا

وهي معصومةٌ ولم تأتِ وِزرا

شابهتهُ حلماً وكظماً وصبرَا

[شأنُها قد سمى جلالاً وقدرا

واجـتـبـاهـا الإلهُ من عالم الذر]

ولدت فاطمٌ فماستْ سرورَا

وكساها ربُّ الخلائقِ نورَا

طيبةٌ والبقيعُ فاحَ عطورَا

[وحباها حلماً وقلباً صبورا

وجميلُ العقبى لمن قد تصبّر]

وُلدت فاطمٌ وشعَّ سناها

فسمت في الأنامِ شأناً وجاهَا

وبالطافِهِ الإلهُ حَباها

[شأنُهـا شأنُ فاطمٍ بنتِ طه

فهي كالنورِ واضح ليس ينكر]

فاطمٌ فاطمٌ كريمةُ قمِّ

مثل شمسٍ بدتْ وبدرٍ ونجمِ

وهِيَ معصومةٌ بوصفٍ وإسمِ

[فبذي قعدةٍ بأولِ يومِ

وُلدتْ والبشيرُ صاح وبشّر}

فغدا نورُها يضئُ الشموسَا

شرُفتْ مَحْتِداً وأصلاً نَفِيسَا

بل ويجلو العمى ويُحي النُفوسا

[هي أختُ الرضا علي بن موسى

وأبوها الامامُ موسى بن جعفر}