الشاعر أمين علي المعاتيق

دموع ضمنها عاشوراء

1/4/1432 - 2:24 م     1572

1. ما أظلمَ الدنيا وسبطُ
محمــــــدٍ فــــــوق الــــــــــــــــــــــثـــــــرى
2. مفريةٌ أوداجه
ضامٍ سليباً في العرا
3. ما أوجع الرؤيا ومقلةُ
زينب الحورا ترى
4. والشمر فوق حسينها
جاثٍ يحزُّ المنحرا
5. ما أصبر الحوراء و
الذكرى تعيد المنظرا
6. ويظل في أجفانها
عاشور سهماً, خنجرا
7. الركب بالأيتام و
النسوان والحورا سرى
8. وعليُّ يرمق صدر
والده الحسين مكسرا
9. اللهَ والحوراءُ تُلهم
روحَه أن تصبرا
10. اللهَ ما أسخاكِ يا
روح الصمود وأكبرا
11. اللهَ ما أنداكِ يا
عود الخلود الأخضرا
12. ذكراكِ تقتحم الجفاف
مدامعاً ومحاجرا
13. وتشق في يبَس الخدود
من الطهارة أنهرا
14. فيُشعُّ زهرُكِ في الوجوه
أيا ربيعاً في الورى
15. ما أعذبَ الدمع الذي
إن صحتِ ضامئةً جرى
16. يئِسَتْ مجاري الدمع أن
تبقى لنا وتُعمِّرا
17. وبقيتِ أنتِ الدمعةَ
الأقوى الأعز الأقدرا
18. اللهَ ما أحلاكِ رمزاً
للخلود وأجدرا
19. يا بنت من كانوا, كما
نطق الكتابُ, الأطهرا
20. اللهُ أشعل حبَّكمْ
لنذوبَ نحن ونطهُرا
21. اللهُ عظم رزأكمْ
لننوحَ نحن ونؤجرا
22. شكراً, ولستمْ سادتيْ
ممن يجود ليُشكرا


 

***
23. يا طرْفَ زينبَ إن بيْ
سغباً لحزنيَ كافرا
24. دعني أزوِّدُ قربتيْ
مادام جرحُكَ ماطرا
25. وأُعيذُ طرْفَ قصائديْ
بسخاكَ من ذلِّ الكرى
26. عاشورُ يترك جسمَ بوحي
خلفه متناثرا
27. والصمتُ يأكل في صياوين
الحروفِ مُسَّعَرا
28. وصراخُ أيتاميْ ينادي
صوتيَ المتعفِّرا
29. مبحوحةٌ «أبتاه» لا
تقوى تغيث الخاطرا
30. سُبيَتْ ومحملُها عن الشهر
المحرم سافَرا
31. ومسيرُها يمتد عن
شهر المحرم أشهُرا
32. تشكو وتُطلِق آهةً
غرثى فترنو للورا
33. «لبيك» تدركها وإذ
بالحبر ينزف أحمرا
34. «رأسُ الحسينِ» على القنا
لبى اليتامى ساهرا
35. عيناه تُلهِم ليلَها
أمْناً فيبقى مُقمِرا
36. ووريدُهُ وَعْدٌ بأنَّ
البوحَ لن يتخثَّرا
37. هي شيمة «المظلوم» يَحضر
لليتامى ناصرا


 

***
38. أتخَمْتَ أمتعتيْ محرمُ
من بكائكَ بالقِرى
39. وضَمِنْتَ ليْ أن أقْطَعَ
العامَ الجديدَ وأعبُرا
40. ريانَ يُطلِقُنيْ الضما
للحزن بوحاً... شاعرا


 

***
41. لم أنْسَ كافلَكِ الوفيَّ
وكيف أنسى يا ترى..؟!
42. وهو الذي ما إن ضَمِئْتُ
برى السقاءَ وشمَّرا
43. وأعادَ من خُطَبِ الوصيِّ
على العساكر خيبرا
44. إذ عسكرُ الصمتِ الذي
ما عاد يُدعى عسكرا
45. يَصلى بلاغةَ ذي الفقارِ
الجدِّ... يَصلى حيدرا
46. عباسُ كم زنداهُُ كانا
لارتوائيَ مَصدرا
47. يَرميْ اليمين فأرتويْ
حزناً فيرميْ الآخرا
48. ويَصُدُّ بالعين السهامَ
من القطيعةِ ساخِرا
49. ويَمُدُّ باعاً للمنيَّةِ
باسِماً ومُخاصِرا
وأنا مع العباس شلالٌ ينوحٌ مُكرَّرا
50. ليُشعَّ من وجديْ جنونٌ
بالحياةِ ويُزهرا


 

***
51. عاشورُ يا بحراً أضاع
مراكباً وبواخرا
52. أشفِقْ عليَّ فزورقيْ
ما كان فيكَ ليُبحِرا
53. لولا جنونُ جوانحيْ
وأنا أعانيْ العاشرا
54. عاشورُ كيف تكون أعمقَ
حين تصبحُ أصغرا..؟!
55. طفلاً رضيعاً ساجياً
بقماطهِ... أو خنصرا..!


 


  

   أضف مشاركة