سماحة العلامة السيد علي الناصر

الشعائر الحسينية من أهم عناصر الهوية الشيعية

5/4/1432 - 5:08 م     1906

تاسع ليالي عاشوراء استضاف مأتم النمر ضمن برنامج "وصيتكم التقوى" سماحة العلامة السيد علي السيد ناصر السلمان في كلمة عبرت عن رسالة المأتم في هذا العام.

 فافتتح سماحته حديثه بالأمر بتهيئة النفس لخدمة الإمام المنتظر(عج) وتحقيق الأرضية الخصبة لظهوره ونهوض دولته المباركة, وشدد على أن هذه التهيئة متوقفة على تقوى الله سبحانه. ثم قرأ سماحته الآية الكريمة﴿وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا, فأوصى نفسه والمؤمنين بتقوى الله وأن هذا ما يقتضيه شكر نعم الله جل وعلا بعمل الواجبات وترك المحرمات وبالتالي تأدية حق الله جل شأنه, والتي تؤدي بدورها لمجازاة العبد بجنان عرضها السموات والأرض.

 كما أكد على الاستعانة بالله عز وجل وتقواه لحماية أنفسنا من غضبه واجتناب المعاصي المؤدية للعلل والأسقام القلبية التي تجعل بيننا وبين الله حجاب, فعلينا أخذ العبرة من الذين سبقونا على هذه الأرض وعمروها ثم حلت عليهم نقمة الله سبحانه بسبب أنهم لم يتقوا.

 وأشار سماحته إلى أن الشعائر الحسينية التي نعيشها هذه الأيام تعد من أهم عناصر مكونات الهوية الشيعية المميزة وتشكل جانباً ظاهرياً ورمزاً حسياً من هذه الهوية, ولا ينبغي الاكتفاء بها لتحديد الهوية الشيعية لأنها في حد ذاتها لا تكفي لفهم هذه الهوية.

 وشرح سماحته كلمة شيعي أُخذت من المشايعة ومعناها اللغوي: المتابعة, وقد ورد هذا المعنى في كتاب الله ﴿وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ. ومعناها الاصطلاحي هو المتابعة لأهل البيت عليهم السلام والأخذ بنهجهم وشريعتهم.

 وعدد سماحته مجموعة من الأحاديث المروية عن آل البيت عليهم السلام التي تحدد الهوية الواقعية للإنسان الشيعي, ومنها قول الإمام الباقر(ع) : (ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه), وقول الإمام العسكري(ع) : (شيعة علي هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت). حيث بين أن العلاقة مع الله سبحانه إما أن تكون من خلال عشقه للذات الإلهية أو رغبته في ثوابه أو خوفه من عقابه فيدفعه ذلك لتقوى الله ولفوز بالدنيا والآخرة. وفي الختام أكد سماحته على تأثير المنبر الحسيني على البنية العاطفية وحركة التأمل والتفكير له شخصياً من خلال نشأته تحت المنبر الحسيني للملا ناصر النمر وغيره من خطباء المنطقة المرموقين.


  

   أضف مشاركة