المحاولات التي تمنع البكاء على الحسين

بتول ربيعي

المحاولات التي تمنع البكاء على الحسين

4/4/1432 - 5:01 م     1719

توجد نماذج عديدة ومحاولات كثيرة لمنع البكاء على أبي عبدالله الحسين (ع) نذكر بعضا منها حتى يتضح أن المنع ليس من الأمور الجديدة لأعداء أهل البيت بل أن كل ظالم عندما يحس بمكانة ومقام الحسين (ع) وتأثيره في قلوب الناس يحاول ان يمحوا اسم الحسين (ع) لكي يستطيع ان يستمر في جلوسه على اريكة ظلمه وسلطانه.

1- قال في كتاب تاريخ النياحة: ويدل التاريخ على أنه بذل المويين ولا سيما ملوكهم وامراؤهم بعد يزيد جهدهم لعزل ذكر الحسين في ذهنية المسلمين وذلك بفصل الناس عن زيارة قبره الطاهر ومنعهم عم إقامة العزاء والنوح عليه بكل ما عرفوه من الوسائل السرية والعلنية..

وهذا بيت لأحد الشعراء على عهد الأمويين من قصيدة له في رثاء الإمام الشهيد يدل على ما كان يلاقيه الموالون لآل علي وأولاده (ع):
تجاوبت الدنيا عليك مآتما
نواعيك فيها للقيامة تهتف

فكان عقاب هذا الشاعر التعذيب والوت على يد حكام آل أبي سفيان.
2- وقد جر الحكم العباسي على المرقد الشريف في كربلاء وزائريه والوافدين عليه ومقيمي المناحات والمآتم على الحسين(ع) ما لم يجره الأمويون ايام سلطانهم لان العباسيين الذين لم يتسن لهم قتل الحسين و التمثيل به وعمدوا إلى النيل من قبره المقدس ومثواه الشريف والموالين له فأمعنوا في القبر تخريبا واهانة وحاولوا ما بوسعهم دون اعادة ذكريات مقتله الأليم وإقامة المآتم والمنا حات عليه وكان من بين الذين يمكن ان تجعلهم في مقدمة الخلفاء العباسيين في ذلك هو أبو جعفر المنصور الدوانيقي الذي كان اول ما امر به هو هدم قبر الحسين (ع) ومنع الزوار من زيارته وإقامة المآتم والمناحات حوله..

ولكن هارون الرشيد الذي خلف المهدي أمر بهدم القبر المطهر وكرب موضعه وقص شجرة السدرة التي كانت بوار القبر من جذورها سنة 171هـ ومنع اقامة المآتم والمناحات سواء على القبر او في دور ومجتمعات الشيعة ومجالس العزاء .وعقب هارون الرشيد في مطاردة الشيعة حفيده المتحقر جعفر المتوكل الذي افتتح اعماله في الخلافة بمطاردة شيعة علي بن أبي طالب (ع) وتضييق السبيل عليهم ومنع اقامة اية مناحة او مأتم على الحسين الشهيد (ع) وهدم قبره الشريف عدة مرات ثم كربه وحرثهواسال الماء عليه واقام المراصد والمسالح على سبيل المنتهية إلى المثوى الطاهر وحجز زائريه عن زيارته وعاقبهم بالقتل والتمثيل بهم أفضع تمثيل كل ذلك على يد قائده ديزج اليهودي...

المصدر : كتاب البكاء على الحسين (ع) شبهه وردود
تأليف محبة الزهراء والعترة (بتول ربيعي)


  

   أضف مشاركة